الاخرون في حياتك:
قال احد الادباء: " ما استحق ان يعيش من عاش لنفسه فقط"
لذلك فالشخص الروحي في حياته في المجتمع يجد لذته في ان يحيا لاجل غيره متبعا قول الرب: "تحب قريبك كنفسك" (مت39:22) وهكذا يحب كل واحد من اعماق قلبه.
وتكون محبة الاخرين محبة عملية حسبما قال الرسول"لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق"(1يو18:3)
هذه المحبة تتميز بالعطاء وتتميز بالبذل سواء من الناحية الجسدية أو الناحية الروحية.
ما اجمل ان يكون الانسان سبب سعادة لكل من حوله: من هنا كانت المحبة التي تتصف بها الامومة والتي تتصف بها الابوة ، هذا الحب الذي يسعد الغير بالعطاء والبذل هو سمة من سمات الروحيين ولذلك قال الرب: "مغبوط هو العطاء أكثر من الآخذ" (أع35:20) ففي العطاء محبة للاخرين اما الاخذ فكثيرا ما يحوي اهتماما بالذات.
هناك وظائف هي موضع محبة للناس لانها تعنتي بهم: مثال ذلك الطب والتمريض والخدمة الاجتماعية وهناك ايضا الاطباء الروحيون (اباء الاعتراف) الذين يحملون اثقال الناس ويخففون من متاعبهم، وهناك من يقدمون اذنا صاغية تستمع فتريحهم او تقدم ابتسامة طيبة او كلمة تطيب الخاطر فيحبونه.
فماذا فعلت انت من اجل الاخرين ؟؟؟
الانسان الروحي لا يبني راحته على تعب الاخرين بل يتعب دائما لكي يريح غيره، هو شمعة تذوب لكي يستضيء الناس بها، الذين يضعهم في قمة اهتمامه.
الرجل الروحي يعمل كل جهده لكي يبني الاخرين لا يبحث من فيهم مستحق ومن هو غير مستحق انما يفكر من فيهم محتاج وكيف يبذل كل جهده حتى لا يدع احدا محتاجا إلى شيء حين يكون بإمكانه ان يعطيه اياه. وتربطه بجميع الناس رابطه قوية من حسن المعاملة، في جو من المجاملة ومن التفاهم ومن الروح الواحد. لقداسة البابا شنودة