" ليست بالقوة و لا بالقدرة بل بروحــــي "
. قال رب الجنود...
كان شخصا فقيرا في منظره , في إمكانياته ,
هو شاب ولد و به بعض العاهات فلسانه منعقد ,
يتكلم بكلمات قليلة بالكاد تفهم ما يريد ,
و ثيابه رثه جدا ,
و لعابه يسيل من فمه علي ثيابه .
فيشمئز البعض من منظره .
قدراته محدودة و منظره كالمسنين ,
و لكن كان هذا المسكين قد حصل علي لقب حار نحو خدمة الفقراء , شئ مذهل لا يصدقه عقل .
انه محب للمسيح و أخوة الرب الفقراء . كثير من الناس اذ يروا منظره و يقدمون له بعض المال , لا يرفض أن يأخذ , بل كثيرا ما يأتي إليه الآباء يطلب قدرا من المال .
عرفنا فيما بعد
أنه رجل مقتدر , تاجر فاكهة بالجملة و لا يعوزه شئ . بل عرفنا أن هذا الأخ عفيف سخي في العطاء . بل هو يأخذ مبالغ كبيرة من والده الطيب ليخدم بها الفقراء .و الرجل فرح بأن البر أنعم علي أبنه بدل النقص الجسدي ...زيادة في الروح و خدمة المسيح .
انه يعرف عددا كبيرا من العائلات الفقيرة ..يعرفهم بالاسم فان تصادف أن يوجد بعض منهم في الكنيسة لطلب احتياجاتهم فانه يقترب من الكاهن و يهمس في أذنيه ..الست دي محتاجة جدااا ..
و هذه أعطها بركة و خلاص ..
و تلك مبسوطة ممكن تمشي حالها .....
فوجئت مرة و أنا في دير مارمينا ...
بأتوبيس كبير مملوء من الفقراء ...نزلوا منه بفرح و تهليل سيدات و أطفال ...كان هذا الأخ قد رتب هذه الرحلة للفقراء ...
جمع المطلوب من المال لإيجار الأتوبيس و طلب من أحد الأخوة بالكنيسة أن يؤجر له الأتوبيس لأنه لا يعرف ...
و اتفق مع السيدات الفقيرات و جمعهن هن و أطفالهن في الكنيسة و صحبهن إلي دير مارمينا ..و لم تدفع إحداهن قرشا واحدا ...تكفل هو بكامل المصاريف ,,,,
يقول دائما " غلابة كلهم يسوع بيحبهم "
" يسوع بيحب أولاد الفقراء " ..
و قد تكررت هذه الرحلات الفقيرة و أطفالهم يقوم بها هذا الأخ العجيب ....
عشرات المرات و في كل مرة يأخذ مجموعة غير المجموعة السابقة ببساطة و طفولية و حكمة نازلة من فوق و قلب ناري محب , يحمل طعامهم ..و يسير به مسافات طويلة ...يقرع أبوابهم في الليل يحمل علي رأسه أقفاص الفاكهة و أقفاص مأكولات ...
يسعى في الشوارع النهار كله ...
و يخدم المسيح بهذه الإمكانيات البسيطة...
ë.ë.ë
إن منظر هذا الأخ يبكت أكبر الخدام و الكهنة
في الكنيسة ..
و يعطــي درســـا بأنـــه...
( ليست بالقوة و لا بالقدرة بل بروحي
قال رب الجنود )
منقـــــووووول
مـــــن كـــــتـــــــــــــــــــاب
رائحة المسيح الذكية في حياة أبرار معاصرين
للقمــص / لوقا سيداروس