ثقة يسوع فيك
هل تعلم كيف أختار يسوع التلاميذ ؟
ان كنت لا تعرف فيجب أن تكتشف ذلك لأنها نفس الطريقة التي أختارك يسوع بها!!
كان الأطفال فى المجتمع اليهودى قديما يتعلمون فى المجامع "التوراه" وكانت كل حياتهم التعليمية فى المدارس تتركز حول "التوراه" كلمة توراه تعنى تعليم او ارشاد وهى تتضمن اسفار موسى الخمسة (تكوين-خروج-لاويين-عدد-تثنية) بنهاية هذه المرحلة الدراسية يكون الأطفال تقريبا قد وصلوا سن العاشرة ويحفظون هذه الأسفار عن ظهر قلب (التوراه),ثم بعد ذلك يذهب كل طفل الى بيت أبيه ليتعلم واجبات وتقاليد ومهام العائلة وتحمل المسئولية.
ولكن الأطفال المتميزين والمتوفقين فى فصول "التوراه" كانوا ينتقلون لصف التعليم التالى وهو ما يسمى ب"التلمود" حيث يتعلموا باقى أسفار العهد القديم و يحفظوها بنهاية هذا الصف حينما يكونوا قد وصلوا الخامسة او السادسة عشر من السن,ثم يرجع بعد ذلك الفتيان الى بيوت أبائهم ليتعلموا الواجبات والمهام و المسئوليات العائلية.
ولكن الفتيان المتميزين و المتفوقين جدا جدا كان لديهم الفرصة ليصبحوا تلاميذ لأى معلم من معلمي الشريعة وهذا اذا اقتنعوا بتفسيره للشريعة وكيف يفهمها و يعيشها و أرادو أن يصبحوا مثل هذا المعلم وأن ما يقول هو ماكان الله يعنيه فعلا عندما أعطى الشريعة وكان تفسير كل معلم للشريعة كما يراها تسمى "النير", فى هذه اللحظة كان على الفتى أن يذهب الى هذا المعلم ويطلب منه ان يكون تلميذه عندئذ يمطره المعلم بوابل من الأسئلة فى التوراه والتلمود ليرى اذا كان هذا الفتى يستطيع أن يصبح تلميذه أم لا ليرى اذا كان هذا الفتى يستطيع أن يعلم وينشر نيره(تفسير للشريعة) أم لا هل يستطيع هذا الفتى أن يصبح مثلى أم لا؟؟ فالتلميذ ليس مجرد شخص يعرف ما يعرفه معلمه بل هو شخص مثل معلمه, اذا وافق المعلم على ان يصبح هذا الشاب تلميذه يترك الشاب كل شىء أباه,امه,بيته ويذهب ليلتصق بمعلمه ليتعلم منه و يصبح مثله فى كل شىء بل و يصبح هو نفسه معلم بحلول سن الثلاثون. أما اذا لم يقتنع المعلم به فيقول له :
أنت شاب صالح و تحب الله فعلا و لكن اذهب لبيتك و عائلتك أنت لاتصلح أن تصبح من تلاميذى.
والأن لننظر الى دعوة يسوع المعلم الى التلاميذ:
كان يسوع يتمشى على شاطىء الجليل عندما راى سمعان و أندرواس يلقيان الشبكة ويقول الكتاب انهما كانا صيادى سمك, صيادى سمك!!!! هذا يعنى انهم لم يثبتوا جدارة و تفوق فى ان يكونوا تلا ميذ لأى معلم...لم يكونوا أفضل التلاميذ.... وهاهو يسوع يدعوهم أن يكونوا تلاميذه!!! هاهو يسوع يقول لهم انى اثق انكم قادرون أن تصبحوا مثلى و أثق أنكم قادرون على نشر تعليمى وأنكم تصلحون لذلك. لا عجب ان نراهم يلقوا الشباك ويتبعونه ونرى "متى" يترك الجباية ويتبعه.
أن ما فعله يسوع يعنى شيئا.....
ما فعله يعنى انه يثق فيهم ليصبحوا مثله, ونشر تعاليمه والا لما كان قد ترك الأمر لهم و لما كانوا نجحوا فى انجازه ولكنهم فعلوها
يسوع يثق فينا ولكن هل نثق فى ثقته فينا ....هل نثق فى أختياره لنا.....؟؟؟
قد يكون لنا ايمان بيسوع و لكن هل نرى ايمان يسوع فينا؟؟؟
قد نكون واثقين فى يسوع و لكن.... هل نرى ثقة يسوع فينا؟؟؟؟
هل نرى انفسنا قادرين على اتمام مادعانا يسوع اليه لنصير مثله؟؟؟؟ ام.....نرى أنفسنا أقل....أضعف....
دائما كان يسوع يقول تذكروا لستم انتم أخترتمونى بل أنا أخترتكم....
عندما قال بطرس ليسوع ان كنت انت هو فمرنى ان اتى اليك كان يقول له أن كنت أنت المعلم فأنا أستطيع أن أفعله مثلك, يسوع قال له تعال... كان يسوع واثقا فى بطرس.... كان واثقا انه يستطيع ان يفعلها و فعلها و لكن... شيئا بدأ يحدث... لقد بدأ بطرس يغرق.....
كنت أظن انه بدأ يغرق لأنه بدأ يشك فى يسوع ولكن يسوع لم يغرق!!!!!
لقد شك فى نفسه انه قادر على المشى على الماء......
لترى ايمان يسوع فيك ولترى ثقة يسوع فيك لتصبح مثله