كيف أننا نكرم القديسة العذراء، ونعتبرها أعظم من رؤساء الملائكة ومن الشاروبيم والسارافيم. ونذكرها في التشفعات قبلهم، وقبل يوحنا المعمدان طبعاً. بينما قال السيد المسيح له المجد: "الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت11: 11).
يقول قداسة البابا شنوده الثالث، أطال الله حياته:
يوجد مبدأ في التفسير هو "حذف المعلوم جائز"
فمثلاً حينما يقول القديس يوحنا الحبيب "نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الأخوة" (1يو3: 14) ... فهل يمكن الانتقال من الموت إلى الحياة، بدون الفداء، وبدون الإيمان والمعمودية؟! .. أم أن عدم ذكرها هنا جائز، لأنه شيء بديهي ومعروف ..
وعندما يقول "إن عرفتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1يو2: 29). فهل ممكن أن تتم الولادة من الله بمجرد عمل البر، بدون إيمان ولا معمودية؟! محال طبعاً. ولكن "حذف المعلوم جائز" .
كذلك في الكلام عن المعمدان، هنا عبارة معلومة لم تُذكر وهي "لم يقُم نبي أو رجل من المولودين من النساء، أعظم من يوحنا المعمدان".
وهذا واضح من قوله قبل ذلك مباشرة "ماذا خرجتم إلى البرية لتنظروا؟ أنبياً؟ نعم. أقول لكم، وأفضل من نبي .. الحق أقول لكم: لم يقم من بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان".
وليست العذراء هي المقصودة هنا في المقارنة
من كتاب سنوات مع أسئلة الناس ـ أسئلة خاصة بالكتاب المقدس ـ لقداسة البابا شنوده الثالث