مما لا شك فيه أن الدين المسيحي يتناسب مع العصر الحديث، كما يطابق غيره من العصور السابقة واللاحقة. فالدين المسيحي دين سماوي مبني على التعاليم السماوية وعلى دستور السماء الذي رتّبه رب الكائنات، القادر على كل شيء والعالِم بكل شيء. وبما أن الله لم يضع تعاليمه لعصر معين بل لكل العصور، فإن الدين المسيحي الذي يدعو إلى المحبة والإخاء والتسامح، هو دين كل العصور لا دين عصر معين فقط. ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد: "وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد" (إشعياء 40:. ويقول أيضاً عن السيد المسيح الذي هو محورالكتاب المقدس لدى المسيحيين: "يسوع المسيح، هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 13:. ومما لا شك أن تعاليم الديانة المسيحية يحتاجها الإنسان على مرّ العصور لا سيما في مثل هذا العصر الذي فترت فيه محبة الإنسان لأخيه الإنسان وتفشّت فيه روح الضغينة والانتقام. لو رجع الناس إلى تعاليم الإنجيل المقدس وساروا بموجبها لعمَّ السلام، وانتشر لواء المحبة بين البشر. وما يجدر ذكره أن تعاليم السيد المسيح تدور حول المحبة. محبة الإنسان لله ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان. فكيف لا يمكن لمثل هذه التعاليم السامية ألا تدوم؟ وكيف يمكن أن تنكر محبة الله للناس التي أظهرها بمجيء المسيح المخلص الذي أحب كل الناس ومات على الصليب لأجل خلاصهم من الشرّ والخطية؟ فتعاليم الدين المسيحي هي لكل العصور ويجدر بكل إنسان أن يتأملها ويسير بموجبها. صديقى: إن الدين هو الجسر الذي يصل الإنسان بخالقه، فلا يمكن لهذا الجسر أن يزول أو يتلاشى ما دام الإنسان موجوداً أيضاً. بل على العكس، كلما تفهّم الإنسان نفسه وحياته وطبيعته الخاطئة كلما شعر بضرورة التقرّب إلى الله خالقه